إسرائيل تكثف عدوانها على غزة وسط محادثات بشأن الهدنة
القاهرة – الوكالات: أعلنت إسرائيل بدء عملية عسكرية جديدة ضد الفصائل الفلسطينية في وسط قطاع غزة أمس، وقال مسعفون إن عشرات الفلسطينيين استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية قبيل محادثات بين الوسطاء الأمريكيين والقطريين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد إنهما خاضا معارك بالأسلحة النارية مع القوات الإسرائيلية في مناطق بأنحاء القطاع وأطلق مقاتلوهما قذائف وصواريخ مضادة للدبابات، فيما يسعى كل من الجانبين المتحاربين إلى التفوق على الآخر وسط ضغوط لوقف إطلاق النار.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 44 فلسطينيا استشهدوا في ضربات شنها الجيش الإسرائيلي على مناطق بوسط القطاع منذ الثلاثاء.
وقالت آية (30 عاما) وهي نازحة من دير البلح: «أصوات الغارات الجوية ما وقفتش طول الليل».
وكان من بين الشهداء طفلان تم العثور عليهما أمس. وقال مشيعون إنهما استشهدا مع أمهما التي لم تتمكن من مغادرة الحي عندما غادره سكان آخرون.
وقال والدهما أبو محمد أبو سيف: «هذه مش حرب، هذا دمار .. الكلمات تعجز عن التعبير».
وأفاد سكان بأن القوات الإسرائيلية نشرت دبابات في البريج وبأن الطائرات والدبابات قصفت مخيمي المغازي والنصيرات القريبين وكذلك مدينة دير البلح التي لم تتوغل بها الدبابات.
واستمر القتال في رفح، المدينة الواقعة على الحدود المصرية والتي اجتاحتها القوات الإسرائيلية الشهر الماضي، فيما زعم الجيش بأنه عملية محدودة للقضاء على آخر كتائب لحماس.
وقال سكان في رفح إن دبابات إسرائيلية نفذت هجمات في وسط المدينة وفي عمق غربها قبل أن تتراجع إلى الشرق والجنوب مجددا.
وقالت آية لرويترز عبر تطبيق للتراسل: «كل مرة بيصير فيها كلام عن هدنة الاحتلال بيستخدم مدينة ولا مخيم وسيلة ضغط، ليش المدنيين والناس اللي قاعدين آمنين في بيوتهم وفي الخيم يدفعوا الثمن؟».
قالت آية، مثل كثيرين في قطاع غزة، إن السكان يتعلقون بالأمل في أن تؤدي المحادثات، التي أفادت تقارير بأن مسؤولين من الولايات المتحدة وقطر ومصر أجروها في الدوحة أمس، إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة وبعض الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
وذكر مسؤول مطلع على المحادثات أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز اجتمع مع رئيس الوزراء القطري.
وأصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مناشدة جديدة أمس عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي طالبت فيها بوقف إطلاق النار، وتحدثت عن التداعيات الدائمة للحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في القطاع.
وقالت: «الحرب في غزة قلبت حياة ملايين الفلسطينيين رأسا على عقب وألحقت أضرارا كارثية بالبيئة التي يعتمدون عليها للحصول على الماء والهواء النظيف والطعام وسبل العيش. إن استعادة الخدمات البيئية تتطلب عقودا من الزمن، ولا يمكن البدء بها إلا بعد وقف إطلاق النار».