تسلا تتراجع و”بي واي دي” الصينية تتجذر أوروبيا
تشهد شركة تسلا تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها الأوروبية، مسجلة أدنى مستوى لها منذ 15 شهرًا وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبية.
وقالت منصة “إنفستنغ” إن تسلا باعت في أبريل/نيسان المنقضي 13 ألفا و951 مركبة فقط في أوروبا، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 2.3% عن العام السابق، ووصل إلى أدنى رقم مبيعات لها منذ يناير/كانون الثاني 2023.
ويأتي هذا الانخفاض على الرغم من زيادة بنسبة 14% في مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية على مستوى الصناعة ككل.
واعترف إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا بمشكلات الإنتاج في الربع الأول لكنه ظل متفائلاً، حيث صرح خلال اجتماع توزيع الأرباح بأنه يتوقع “أداءً أقوى في الربع القادم”.
ويتناقض هذا الوضع بشكل كبير مع النمو القوي بصناعة السيارات الكهربائية في الصين وفقا لذات المنصة.
دخول إستراتيجي لـ”بي واي دي”
على الطرف الآخر، تستعد “بي واي دي” الصينية -التي تفوقت على تسلا كأكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم العام الماضي- لإحداث تغيير جذري بالسوق الأوروبية من خلال سيارة “Seagull-سيغول” الصديقة للميزانية.
ومن المقرر أن تطلق “بي واي دي” سيارتها بأوروبا العام المقبل وفقا لوكالة بلومبيرغ التي أشارت إلى أن السيارة سيتم تسعيرها بشكل تنافسي بأقل من 20 ألف يورو (21 ألفا و500 دولار) مما قد يجعلها أقل بآلاف الدولارات من الطرازات المماثلة من الشركات المصنعة الأوروبية والأميركية.
وقد عبّر مارتن ساندر رئيس أعمال السيارات الكهربائية الأوروبية، في شركة فورد موتور، عن قلقه بشأن المنافسة الوشيكة في حديث لبلومبيرغ قائلا “نحن ننظر عن كثب إلى هذا النموذج وغيره من صانعي السيارات الكهربائية الصينيين. وبالطبع، نشعر بالتوتر عندما تأتي منافسة جديدة إلى السوق”.
وتتضمن خطط “بي واي دي” الطموحة -وفقا لبلومبيرغ- تقديم سيارة كهربائية أكثر فخامة بقيمة 25 ألف يورو (27 ألف دولار) قبل طراز “سيغول” وإنشاء مصنعين في أوروبا، بهدف التخفيف من أي تأثير محتمل لتعريفات الاتحاد الأوروبي.
وتشير هذه التحركات إلى تحد واضح يواجه هيمنة شركات صناعة السيارات الأوروبية في قطاع السيارات الكهربائية، خاصة مع تحرك القارة نحو التخلص التدريجي من المركبات ذات محركات الاحتراق كما وصفته الوكالة.
كيف الاستجابة الأوروبية؟
وقد بدأ الاتحاد الأوروبي يتحسس خطر السيارات الكهربائية الصينية على قطاعه العامل، لكن لا يظهر مدى فعالية ما سيترتب عليه حتى الآن، وفق بلومبيرغ.
وفي الوقت نفسه، فرضت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية لحماية سوقها، وهي خطوة قد تجدها أوروبا صعبة بسبب اعتمادها الكبير على سوق السيارات الصينية، وفقا لبلومبيرغ.
ورغم الدعوات إلى الحمائية، أكد كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لشركة “ستيلانتيس” المصنعة للسيارات الكهربائية -في حديث لبلومبيرغ- الحاجة إلى التكيف السريع بدلاً من الاعتماد على التعريفات الجمركية وقال “ليس لدينا أي نية للسماح بنطاق الأسعار هذا مفتوحًا لمنافسينا الصينيين. ولا نعتقد أن الحمائية ستمنحنا مخرجاً طويل الأمد من هذه المنافسة”.
تأثير السوق ووجهات نظر الصناعة
وبينما تكافح تسلا من أجل الحصول على موطئ قدم لها في أوروبا، فإن أسعار “بي واي دي” القوية وعروضها عالية الجودة تضع معايير جديدة في الصناعة.
وأشادت “كير سوفت غلوبال” -وهي شركة هندسية معروفة بتفكيك المركبات لتقييم جودتها- ببناء “سيغول” وقيمتها، مما يشير إلى تحول محتمل في ديناميكيات السوق حيث لا تؤثر فعالية التكلفة على الجودة، كما قالت بلومبيرغ.
ومع استمرار تطور سوق السيارات الكهربائية، من المرجح أن تكون اتجاهات تسلا و”بي واي دي” بمثابة مؤشرات مهمة للاتجاهات المستقبلية والمنافسة في صناعة السيارات الكهربائية العالمية.