فلسطينيون لجأوا من الحرب في غزة إلى مصر يروون فصولا من معاناة متواصلة
القاهرة – (أ ف ب): أصبح مجرّد سماع صوت الطائرات بالنسبة إلى الشاب الفلسطيني مهند السنداوي الذي يقيم بالقرب من مطار في غرب العاصمة المصرية مؤلما ويذكّر بالعدوان في قطاع غزة.
ويقول الشاب البالغ من العمر 23 عاما، وهو واحد من بين مائة ألف فلسطيني عبروا إلى مصر من قطاع غزة بحسب السفارة الفلسطينية في القاهرة، لوكالة فرانس برس: «بمجرّد سماع صوت طائرة نشعر بالرعب، حتى ضجيج السيارات يذكّرنا بالصواريخ».
لكن السنداوي ممتنّ لما وجده في مصر وكان ينقصه في غزة: «تجد ماء ساخنًا ونظيفًا يخرج من الصنبور.. في غزة، كان الاستحمام مشكلة».
وخرج آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة، بموجب إجراءات معقّدة تطلبت موافقة إسرائيل ومصر وشروطا معينة أخرى، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، الذي كان بوابة اساسية لنقل عدد كبير من الجرحى إلى الخارج ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
لكن هذا المعبر مغلق منذ السابع من مايو، تاريخ سيطرة جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من المعبر.
ويحاول عشرات الآلاف من الفلسطينيين التأقلم في مصر مع تداعيات صدمة العدوان ومغادرة الوطن، فضلا عن التحديات التي تواجههم سواء في إقاماتهم ببلد جديد أو طلب المساعدة.
وتقول الشابة الفلسطينية رغد شبير البالغة 22 عاما لفرانس برس: «لقد فقدنا كل شيء».
وتتابع: «اتصلنا بالمنظمات ولكن من دون جدوى، بعضها لم يستجب، والبعض الآخر طلب منا الانتظار».
وتوضح شبير أن من التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في مصر هو «وضعنا القانوني؛ فنحن نستفيد فقط من الإقامة مدة 45 يوما بعد وصولنا، وبعد ذلك يصبح وضعنا غير قانوني».
ويلجأ بعض الفلسطينيين إلى شبكات مساعدة يشكّلها متطوعون، وخصوصا أنهم «يفتقرون إلى كل شيء»، على ما يقول الشاب الأمريكي نسيم طويل أحد المتطوعين في هذه الشبكات.
ويقول طويل البالغ من العمر 26 عاما إن بين «المجموعات والأفراد من يقوم بإعارة شقق للسكن أو جمع أموال وأدوية ومواد غذائية وملابس».
ويشير إلى أن الوافدين الجدد من الفلسطينيين «يحتاجون إلى المال لتغطية نفقاتهم اليومية.. ومراقبة طبية على الأقل»، لافتا إلى أنهم «عاشوا في خيم ولم يكن معهم سوى سلع معلبة منتهية الصلاحية أو طعام تلوثّه الحشرات».
ودخل الفلسطينيون إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظمة لأسباب طبية أو عبر قوائم رسمية، وهناك من لجأ إلى شركة «هلا» الخاصة في مصر التي تقوم بهذا الدور مقابل آلاف الدولارات.
وتشير شبير إلى خروج عدد من أفراد عائلتها عبر هذه الشركة، مضيفة: «خرجت مع 13 من أقاربي، وبلغ إجمالي ما دفعناه 75 ألف دولار».
ومن بين المائة ألف فلسطيني الذين عبروا إلى مصر وصل 44065 جريحا من بينهم 10730 طفلا، في الفترة الممتدة بين نوفمبر وفبراير، بحسب بيانات الحكومة المصرية.
وفي القاهرة، يتجمّع بشكل شبه يومي العشرات من الفلسطينيين الذين عبروا إلى مصر حاملين حدّا أدنى من أغراض شخصية على ظهورهم أمام سفارتهم يطالبون بالمساعدة. وتحاول السفارة تقديم الدعم للمواطنين الأكثر ضعفا.