اقتصاد

قرار «أوبك+» بشأن الإمدادات يقلق تجار النفطأعضاء «أوبك+» يخططون لإعادة الإمدادات إلى السوق تدريجياً اعتباراً من أكتوبر

أثار‭ ‬قرار‭ ‬تحالف‭ ‬أوبك‭+‬‭ ‬المفاجئ‭ ‬بإعادة‭ ‬إمدادات النفط إلى‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬قلق‭ ‬تجار‭ ‬شحنات‭ ‬الخام،‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تفتقر‭ ‬الأدلة‭ ‬الكافية‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تحسن‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭.‬

أعلنت‭ ‬منظمة‭ ‬البلدان‭ ‬المصدرة‭ ‬للبترول‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬8‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬ستعيد‭ ‬تدريجياً‭ ‬2.17‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬من الإمدادات إلى‭ ‬السوق‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تحجبها‭ ‬طواعيةً‭ ‬دعماً‭ ‬للأسعار‭. ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يُنفذ‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬12‭ ‬شهراً،‭ ‬ويعتمد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭.‬

مقالات ذات صلة

لكن‭ ‬تجار‭ ‬الشحنات‭ ‬الفعلية‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬أحد‭ ‬محركات‭ ‬قرار‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ -‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الطلب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقوى‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭ ‬القادمة‭-‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬بعد‭. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التحسن‭ ‬لن‭ ‬يحدث،‭ ‬إذ‭ ‬يسود‭ ‬إجماع‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬الماليين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مخزونات‭ ‬النفط‭ ‬ستتضاءل‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة،‭ ‬بما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إمدادات‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬الإضافية‭ ‬عند‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭.‬

يواجه‭ ‬تحالف‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬مطالب‭ ‬داخلية‭ ‬لإلغاء‭ ‬تخفيضات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬أدّت‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬لكنها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬منعت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬صناعاتها‭ ‬النفطية‭ ‬كما‭ ‬خططت‭. ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬إلغاء‭ ‬بعض‭ ‬القيود،‭ ‬ستظل‭ ‬هناك‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬براميل‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬خارج‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭. ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬شراء‭ ‬وبيع‭ ‬الشحنات‭ ‬الفعلية‭ ‬علامات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬فائضٍ‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬شراء‭ ‬الصين‭ ‬للخام‭ ‬وكذلك‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضعف‭ ‬ثقة‭ ‬التجار‭.‬

دفعت‭ ‬هوامش‭ ‬الربح‭ ‬الضعيفة‭ ‬لتكرير‭ ‬الديزل‭ ‬إلى‭ ‬شراء‭ ‬الصين‭ ‬كميات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬خام‭ ‬‮«‬إسبو‮»‬‭ ‬الروسي‭ ‬شائع‭ ‬الاستخدام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المصافي‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الآسيوية،‭ ‬التي‭ ‬تتجه‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخام‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬يونيو‭. ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬مماثل،‭ ‬واجهت‭ ‬بعض‭ ‬شحنات‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬خام‭ ‬‮«‬زاكوم‮»‬‭ ‬العلوي‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬مشترين‭ ‬في‭ ‬سوقها‭ ‬الآسيوية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬وفقاً‭ ‬للتجار‭.‬

كما‭ ‬تظهر‭ ‬مؤشرات‭ ‬ضعف‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬الشمال‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وأفاد‭ ‬التجار‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬8‭ ‬شحنات‭ ‬‮«‬فورتيس‮»‬‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬الشمال‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مخصصة‭ ‬للتحميل‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬نتيجة‭ ‬ضعف‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬آسيا‭. ‬ولوضع‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬سياقه،‭ ‬اشترت‭ ‬الصين‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬للتحميل‭ ‬في‭ ‬أبريل،‭ ‬ومليوني‭ ‬برميل‭ ‬لشهر‭ ‬مارس‭. ‬تحاول‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬بيع‭ ‬خامات‭ ‬بحر‭ ‬الشمال‭ ‬لشهر‭ ‬يونيو‭ ‬منذ‭ ‬أسبوعين‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انتهى‭ ‬المطاف‭ ‬بناقلة‭ ‬عملاقة‭ ‬تحمل‭ ‬خامي‭ ‬‮«‬يوهان‭ ‬سفيردروب‮»‬‭ ‬و»أوسبيرغ‮»‬‭ ‬النرويجيين‭ ‬إلى‭ ‬تفريغ‭ ‬حمولتها‭ ‬في‭ ‬السويد‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬استغرقت‭ ‬يوماً‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬التحميل‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الشمال،‭ ‬وهي‭ ‬رحلة‭ ‬قصيرة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سفينة‭ ‬مصممة‭ ‬لنقل‭ ‬البضائع‭ ‬لآلاف‭ ‬الأميال‭.‬

يرى‭ ‬التجار‭ ‬أيضاً‭ ‬علامات‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الهبوط‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬تدولات‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭. ‬فيوم‭ ‬الإثنين،‭ ‬تم‭ ‬إدخال‭ ‬شحنتين‭ ‬من‭ ‬خام‭ ‬‮«‬إيكوفيسك‮»‬،‭ ‬وشحنة‭ ‬من‭ ‬خام‭ ‬‮«‬أوسبيرغ‮»‬،‭ ‬والاثنان‭ ‬يُعتبران‭ ‬من‭ ‬الدرجات‭ ‬الممتازة،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالسلاسل‭ ‬الآجلة،‭ ‬وهي‭ ‬آلية‭ ‬لتداول‭ ‬وتسليم‭ ‬خام‭ ‬بحر‭ ‬الشمال‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الفعلية‭.‬

تُستخدم‭ ‬السلاسل‭ ‬عادةً‭ ‬لأرخص‭ ‬ست‭ ‬درجات‭ ‬قياسية‭ -‬وهي‭ ‬خامات‭ ‬‮«‬برنت‮»‬‭ ‬و»فورتيس‮»‬‭ ‬و»أوسبيرغ‮»‬،‭ ‬و»إيكوفيسك‮»‬،‭ ‬و»ترول‮»‬‭ ‬و‮»‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬الوسيط‭ ‬ميدلاند‮»‬‭. ‬واعتبر‭ ‬التجار‭ ‬أن‭ ‬التسلسل‭ ‬غير‭ ‬المعتاد‭ ‬لخامين‭ ‬ممتازين‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬شحنات‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ضعيفة‭ ‬أيضاً‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬هذه‭ ‬البراميل‭ ‬إلى‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الصيف،‭ ‬أو‭ ‬أواخره‭.‬

في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أفاد‭ ‬التجار‭ ‬أن‭ ‬ملايين‭ ‬البراميل‭ ‬من‭ ‬الخام‭ ‬الخفيف‭ ‬المعروضة‭ ‬للتحميل‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬بيعها،‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الصين‭.‬

أُعيد‭ ‬توجيه‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬مصافي‭ ‬التكرير‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬تظل‭ ‬الهوامش‭ ‬قوية،‭ ‬وبعضها‭ ‬يتجه‭ ‬ببطء‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬بخصومات‭ ‬أكبر‭.‬

لا‭ ‬يشكل‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬أمراً‭ ‬كارثياً‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬أو‭ ‬المراهنين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬ستدعم‭ ‬السوق‭. ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬متفائلة‭ ‬بشكل‭ ‬حاسم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وأشار‭ ‬ثلاثة‭ ‬تجار‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬إلى‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬براميل‭ ‬‮«‬أوبك‭+‬‮»‬‭ ‬لن‭ ‬تصل‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يضعف‭ ‬التوقعات،‭ ‬ويعني‭ ‬منحنى‭ ‬مستقبلياً‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬تهاوي‭ ‬الأسعار‭ ‬الأكثر‭ ‬فورية‭. ‬ترددت‭ ‬هذه‭ ‬الآراء‭ ‬نفسها‭ ‬لدى‭ ‬ثلاثة‭ ‬تجار‭ ‬أوروبيين‭ ‬وأربعة‭ ‬أميركيين،‭ ‬والذين‭ ‬أشاروا‭ ‬إلى‭ ‬علامات‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬صيني‭ ‬باهت‭.‬

انخفض‭ ‬مؤشر‭ ‬رئيسي‭ ‬لقياس‭ ‬قوة‭ ‬السوق‭ ‬الآسيوية‭ -‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬علاوة‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬للخام‭ ‬العُماني‭ ‬مقابل‭ ‬عقود‭ ‬مقايضة‭ ‬خام‭ ‬دبي‭- ‬إلى‭ ‬62‭ ‬سنتاً‭ ‬للبرميل‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬النصف‭ ‬مقارنة‭ ‬بالأسبوع‭ ‬السابق،‭ ‬بموازاة‭ ‬هبوط‭ ‬هوامش‭ ‬التكرير‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬منذ‭ ‬نوفمبر‭.‬كما‭ ‬تواصل‭ ‬الأرباح‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الوقود‭ ‬مثل‭ ‬البنزين‭ ‬والديزل‭ ‬التراجع،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬الشحنات‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والهند‭ ‬التي‭ ‬تغمر‭ ‬السوق‭.‬

رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬المشجعة‭ ‬على‭ ‬الطلب‭ ‬الفوري‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬تصدير‭ ‬مهمة‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للبراميل‭ ‬أن‭ ‬تتوجه‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الطلب‭ ‬الرئيسية‭. ‬تعافت‭ ‬مبيعات‭ ‬الخام‭ ‬النيجيري‭ ‬لشهر‭ ‬يونيو‭ ‬بعد‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬البيع‭ ‬الرسمية‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياتها‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أشهر،‭ ‬وأنهت‭ ‬المصافي‭ ‬الأوروبية‭ ‬العمليات‭ ‬الموسمية‭. ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬سوى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬شحنات‭ ‬بانتظار‭ ‬مشترين‭ ‬لها،‭ ‬وفقاً‭ ‬لتجار،‭ ‬أضافوا‭ ‬أن‭ ‬إمدادات‭ ‬أنغولا‭ ‬لهذا‭ ‬الشهر‭ ‬بيعت‭ ‬تقريباً‭.‬

زر الذهاب إلى الأعلى